عنا

أسئلة وأجوبة

الأشعة التداخلية هي استخدام الصور التشخيصية لمعالجة عدة أمراض من خلال استخدام إبر وأسلاك موجهة وقساطر دقيقة، تلك التي تتيح التنقل حول الجسم تحت سيطرة التصوير، وذلك تحت إشراف أطباء الأشعة التداخلية، وهم أطباء مُدربون في مجال الأشعة والعلاج التداخلي.

الأشعة التداخلية هي تخصص طبي مُتميز لأنه يتضمن خطوتين غاية في الأهمية للعديد من الأمراض وهما خطوة التشخيص وخطوة العلاج، حيث تشمل الأشعة التداخلية إجراء مجموعة من الأشعة التصويرية للحصول على صور لداخل الجسم. يقوم طبيب الأشعة التداخلية بتفسير ودراسة هذه الصور بعناية وذلك من أجل تشخيص الأمراض المُختلفة وإجراء مجموعة من الإجراءات الطبية التداخلية التي تهدف إلى علاج تلك الأمراض بطرق محدودة التدخل.

الأشعة التداخلية:
يقوم طبيب الأشعة التداخلية بإجراء مجموعة واسعة من الإجراءات مثل علاج الأورام وأخذ عينات من الأعضاء أو بزل التجمعات عن طريق إدخال أدوات دقيقة وأنابيب بلاستيكية رفيعة في الجسم عبر الشريان أو الوريد. تُستخدم الصور لتوجيه القسطرة والأدوات إلى المنطقة المحددة حيث سيتم الإجراء أو العلاج؛ مما يقلل الاحتياج إلى إجراء الجراحة التقليدية حيث يمكن تقديم العلاج عبر أنبوب بلاستيكي صغير.

كيف يتم العلاج بالأشعة التداخلية؟
هناك تقنيات مختلفة تعتمد على المرض المُراد علاجه ولكن أساس الأشعة التداخلية ثابت وهو الوصول إلى المسارات الطبيعية في الجسم مثل الأوعية الدموية، وذلك باستخدام نقطة دخول دقيقة. ثم الانتقال في الوعاء إلى نقطة المرض بمساعدة القسطرة والأجهزة الطبية الأخرى لبدء العلاج والتعامل مع الحالة. ينخفض الشعور بالألم خلال الإجراء مقارنةً بالعمليات الجراحية، نظرًا لتحرك الأدوات الدقيقة من خلال ممرات الجسم الطبيعية بدلًا من اللجوء إلى فتحات جراحية مؤلمة. 

نقطة الدخول:
نقطة الدخول هي التي تسمح بالعلاج دون إحداث فتحات جراحية. من أشهر نقاط الدخول هي الدخول بإبر دقيقة من خلال شريان الفخذ الأيمن. هذا الشريان يُتيح الوصول إلى أجهزة الجسم المُختلفة مثل الكبد، الطحال، الكلى، وأيضًا المخ وذلك تحت المراقبة بجهاز الأشعة المتطور الذي يسمى جهاز القسطرة، حتى الوصول إلى الموقع المراد علاجه.

إن التقدم التكنولوجي المستمر يتيح استمرارية التوسع في نطاق الحالات التي يمكن علاجها عن طريق الأشعة التداخلية؛ لذا أصبح العلاج التداخلي من أفضل خيارات العلاج المتاحة اليوم.

الغدة الدرقية تتواجد في منطقة الرقبة ومتكونة من فصين وجزء يصل بينهما، حيث تفرز هرمون الغدة الدرقية المسئول عن الكثير من وظائف الجسم الحيوية. قد تحدث تضخمات وتكتلات بها. معظم حالات التضخمات هي أورام حميدة.
في الماضي كانت الوسيلة الوحيدة للتخلص من تلك التضخمات الحميدة هي إجراء عملية جراحية، من خلال جرح كبير في مقدمة الرقبة مع وجود بعض الخطورة في تأثير هذه العملية على العصب المُغذي للحنجرة؛ مما دفع الكثير من المرضى أن يحجموا عن إجراء تلك الجراحة الكبرى بسبب صعوبة الجراحة ومخاطرها. إن تطبيق الأشعة التداخلية أزاح تلك المشكلة لبساطة الإجراء وخلوه من مخاطر ومضاعفات الجراحات الكبرى، ويتم ذلك من خلال إجراء كي للتورم الحميد بالتردد الحراري.

الكي بالتردد الحراري لعلاج تضخمات الغدة الدرقية الحميدة:
بعد التأكد من أن الورم حميد بسحب عينة بإبرة دقيقة تحت إرشاد الموجات الصوتية، يبدأ العلاج باستخدام إبرة التردد الحراري الدقيقة التي لا يتعدى قطرها عن 2 مللي، وتكون متصلة بجهاز توليد التردد الحراري حيث تنبعث موجات التردد الحراري وتنتقل تحت إرشاد الموجات الصوتية إلى داخل التكتل من خلال تلك الإبرة الدقيقة. يؤدي ارتفاع درجة الحرارة داخل التضخم الحميد إلى كي المنطقة وتتحول الخلايا إلى اللون الأبيض. لا يستغرق الإجراء أكثر من 15 دقيقة ويتم تحت تأثير التخدير الموضعي.
مميزات الأشعة التداخلية أتاحت للمريض العودة إلى منزله في خلال ساعتين من الإجراء وممارسة حياته بصورة طبيعية في أقل من 24 ساعة. يرجع ذلك إلى عدم وجود فتحات جراحية أو الخضوع إلى البنج الكلي.

الغدة الدرقية قبل وبعد

هل تتضخم الغدة الدرقية مرة أخرى بعد علاجها بالتردد الحراري؟
هذا السؤال كثيرًا ما يتبادر إلى أذهان مرضى الغدة الدرقية والإجابة هي لا، حيث إن نتائج التردد الحراري لعلاج تضخمات الغدة الدرقية الحميدة هي نتائج دائمة، تتم متابعتها على مدار عام كامل بالموجات الصوتية للتأكد من ضمور التضخم؛ حيث يتقلص الورم تدريجِيًّا حتى يتلاشى تمامًا لفقدانه ترويته الدموية. بعد مرور الشهر الأول ينكمش التضخم من 50 إلى 60 % من التورم وبعد 3 أشهر تصل تلك النسبة إلى 70 % ، ثم يختفي الورم خلال عام.
تقنية الكي بالتردد الحراري أتاحت استبدال العملية الجراحية الكبرى وهي استئصال الغدة الدرقية والحرمان من وظائفها والهرمون التي تفرزه بإجراء بسيط غير جراحي ذو نتائج فعالة ومستمرة.

إن الأورام الليفية تُعيق الحمل لدى الكثير من السيدات وتصنف من إحدى الأسباب الهامة للعقم، وأيضًا إذا حدث حمل في وجود ورم ليفي، فإن نسبة حدوث الإجهاض تصبح مرتفعة.

من أحدث طرق التعامل مع الأورام الليفية هي من خلال تطبيق الأشعة التداخلية، بدلًا من اللجوء إلى محاولة استئصال الورم الليفي الذي كثيرًا ما يكون مصحوبًا بحدوث نزيف حاد؛ مما قد يدفع الطبيب إلى استئصال الرحم ككل لإنقاذ حياة المريضة؛ وبالتالي تفقد المريضة قدرتها الإنجابية إلى الأبد لا قدر الله.

أورام الرحم الليفية

الأشعة التداخلية تعالج الأورام الليفية ببساطة من خلال إجراء حقن شرياني بالقسطرة، أنبوبة بلاستيكية دقيقة قطرها حوالي 2 مللي، تدخل من شريان الفخذ وتوجه بجهاز القسطرة المتطور إلى شرايين الرحم، وتتم تحت تأثير البنج الموضعي.

يقوم الأستاذ الدكتور أسامة حتة بحقن حبيبات دقيقة داخل الشرايين التي تُغذي الورم الليفي؛ مما يؤدي إلى إغلاق الدورة الدموية لشرايين الورم فقط، وتفادي إغلاق الشرايين المسئولة عن حيوية الرحم، تلك التي تغذي الرحم، عنق الرحم، والمهبل.


هل علاج الأورام الليفية بالأشعة التداخلية يؤثر على التبويض؟
الإجابة هي لا، لا تؤثر الأشعة التداخلية على التبويض أو على انتظام الدورة الشهرية. 

- إن شرايين تغذية المبايض هي شرايين مستقلة عن شريان الرحم، لذا فهو بعيد كل البعد عن مسار الحبيبات المُستخدمة. ولكن قد توجد وصلات دقيقة بين الشرايين المُغذية للرحم والشرايين المُغذية للمبيض، يمكن حماية تلك الوصلات عندما تكون السيدة في عمر الإنجاب، من خلال حقن الحبيبات التي يبلغ حجمها من 500 إلى 700 ميكرون وهو حجم أكبر من قطر تلك الوصلات الدقيقة، لذلك لا توجد أي احتمالية لإغلاق شرايين المبايض من خلال بعض التحفظات والتقنيات التي يتبعها أ.د أسامة حتة وتبعًا لمهارته وخبرته في علاج هذه الحالات.

- أيضًا تتيح الأشعة التداخلية التعامل مع أكثر من ورم ليفي في الرحم باختلاف أحجامهم، حيث يقوم الأستاذ الدكتور أسامة حتة أستاذ الأشعة التداخلية بجامعة عين شمس بالكشف على الخريطة الشريانية قبل الإجراء من خلال حقن صبغة في القسطرة التشخيصية، ومن ثم تحديد وحقن جميع الشرايين المؤدية إلى الأورام الليفية مهما كان عددها.

- الأشعة التداخلية قادرة على علاج جميع أنواع الأورام الليفية، سواء في جدار الرحم الداخلي أو جدار الرحم الخارجي، حيث يتم الوصول إلى كل الأورام عن طريق الشرايين المُغذية كما سبق وذكرنا. 

دوالي الساقين هو المرض الأكثر شيوعًا بين الرجال والسيدات، الكثير من المرضى يتخوفون من إجراء الجراحات التقليدية الكبرى لصعوبتها وعدم استقرار حالتهم الصحية؛ مما لا يسمح لهم بالخضوع إلى التخدير الكلي؛ ولذا أصبحوا غير مرشحين لعملية سحب الوريد الجراحية، وبالتالي أصبح علاج دوالي الساقين بالليزر هو أملهم الفعال للتخلص من آلام الدوالي وأعراضها المتعددة إلى جانب مظهرها السلبي الذي يزعج الكثير وخاصةً السيدات حيث يحدهن عن الاستمتاع بارتداء ملابسهن المُفضلة بحرية. أيضًا تتعدد المشاكل الصحية التي تنبع من دوالي الساقين؛ لذا فإن علاج دوالي الساقين ليست رفاهية إنما ضرورة لمنع مضاعفات خطيرة.
 
منظومة متكاملة لعلاج دوالي الساقين بالأشعة التداخلية:
علاج دوالي الساقين بالليزر هو طفرة في علاج دوالي الساقين بدلًا من إجراء الجراحة المفتوحة التي تعتمد على ربط الوريد المصاب وحده لإزالته.
أما تقنية دوالي الساقين بالليزر فهي أكثر فاعلية لأنها منظومة متكاملة تتعامل مع الوريد الرئيسي وأيضًا تفرعاته الدقيقة. إن تطبيق الأشعة التداخلية في علاج دوالي الساقين يسمح بدراسة خريطة الأوردة الكاملة التي تتضح بأشعة الدوبلر أو جهاز الموجات الصوتية؛ مما يتيح التعامل الدقيق والتخلص من أساس المشكلة، حيث يتم كي الوريد المتمدد الرئيسي بالكامل بدون أي جراحة وذلك من خلال قسطرة الليزر الدقيقة ذات قطر لا يتعدى 2 مللي. كما يتم التعامل مع الأوردة الفرعية والشعيرات الدموية من خلال حقن المواد الرغوية.

دوالي الساقين
 
لماذا يفضل علاج دوالي الساقين بالليزر عن التدخل الجراحي؟
- فترة النقاهة: لا يحتاج علاج دوالي الساقين بالليزر إلى فترات نقاهة على الإطلاق، بينما يحتاج إجراء العملية الجراحية لعلاج دوالي الساقين إلى عدة أيام ليستعيد الشخص صحته وعافيته.
- التخدير: يُمكن الاكتفاء بتطبيق البنج الموضعي في حالة العلاج بالليزر وذلك بسبب عدم وجود شق جراحي أو آلام مصاحبة للإجراء. أما علاج دوالي الساقين بالجراحة التقليدية يتطلب الخُضوع إلى التخدير الكلي الذي ينطوي على نسبة خطورة كبيرة؛ مما لا يتناسب مع مرضى الضغط المرتفع المفرط ومرضى السكر ومن لديهم حساسية تجاه مواد التخدير.
- نسب حدوث الارتجاع: تنفرد حالات دوالي الساقين التي تم علاجها بالليزر بتمتعها بالتخلص النهائي للدوالي وعدم ظهورها مرة أخرى. أما الحالات التي خضعت للجراحة التقليدية فقد ظهر الارتجاع لدى بعضًا منها؛ مما يؤكد تفوق وامتياز علاج الدوالي بالليزر عن الجراحة المفتوحة.

ما هي دوالي الخصية؟ 
دوالي الخصية هي عبارة عن تمدد في الأوردة الموجودة داخل كيس الصفن الذي يحمل الخصيتين مما يؤدي إلى تراكم الدم حول الخصيتين، والذي يؤثر على حركة الحيوانات المنوية وعددها بسبب ارتفاع درجة الحرارة المحيطة بالخصيتين بسبب تجمع الدم في الأوردة. 

ما هي أعراض دوالي الخصية؟
-الشعور بألم في الخصية، ويزداد الشعور بالألم عند زيادة المجهود البدني أو الوقوف لفترات طويلة. 
-الشعور بثقل في الخصية. 
-تكون الأوردة بارزة.
-صغر حجم الخصية المصابة في بعض الحالات. 
-تضخم منطقة الصفن. 
-عدم جودة الحيوانات المنوية، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بالعقم. 
دوالي الخصية

إذا كنت تعاني من دوالي الخصية، لا داعي للقلق فمع تقدم الأبحاث العلمية والتطور الطبي، يمكنك الآن التخلص من دوالي الخصية  بدون جراحة، وذلك عن طريق استخدام الأشعة التداخلية، وقسطرة الأوعية الدموية.

علاج دوالي الخصية بدون جراحة :
يعتبر العلاج بالأشعة التداخلية هو أحدث طرق علاج دوالي الخصية، ويعتمد علاج دوالي الخصية حول غلق الوريد المصاب في الخصية، وإرجاع تدفق الدم للوضع الطبيعي، ويتم ذلك من خلال إدخال قسطرة دقيقة للوريد المصاب عن طريق فتحة صغيرة في الفخذ أو الرقبة أو الذراع، يتم توجيهها من خلال الموجات فوق الصوتية لتحديد مكان الوريد المصاب بدقة، ثم يتم غلق الوريد عن طريق استخدام الملفات الحلزونية المعدنية أو من خلال حقن مادة رغوية تعمل على غلق الوريد، ويتم ذلك تحت تأثير المخدر الموضعي، كما يستطيع المريض الخروج بعد ساعة واحدة فقط، وممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي. 

يتميز علاج دوالي الخصية بدون جراحة عن طريق الأشعة التداخلية بعدة مميزات، ومنها: 
-أقل ألماً، أكثر أمانًا، حيث أنها تجنب مخاطر العمليات الجراحية التي تتم من خلال فتح كيس الصفن.
-تعمل على علاج الألم، وتحسين جودة الحيوانات المنوية، وزيادة فرص الإنجاب.
-يمكن علاج دوالي الخصيتين اليسرى واليمنى معاً من خلال فتحة واحدة صغيرة لا تتعدى ٢ مم في الجلد. 
-لا تترك أي علامات على سطح الجلد على عكس العمليات الجراحية التي تتطلب عمل غرز جراحية. 
-تحتاج لفترة نقاهة قصيرة للغاية، فيستطيع المريض مغادرة المستشفى في خلال ٢٤ ساعة، والعودة إلى العمل في اليوم التالي. 

 

احتباس البول هو عدم القدرة على إفراغ البول من المثانة. غالبًا ما ترتبط أعراض المسالك البولية السُفلية بتضخم البروستاتا الحميد، وهو مرض منتشر بشكل كبير ومتعلق بالعمر، حيث يؤثر على 6 ٪ من الرجال في جميع أنحاء العالم. 

أعراض احتباس البول:
العرض الشائع لاحتباس البول هو انسداد مخرج المثانة الناجم عن تضخم البروستاتا الحميد، مع عدة أعراض أخرى، مثل تكرار الرغبة في التبول وبصورة مُلحة، التبول الليلي، الشعور بألم أثناء الإفراغ ، ضعف مجرى البول، الإحساس بعدم اكتمال إفراغ المثانة. مع تقدم مرض تضخم البروستاتا الحميد، يمكن أن تصل احتمالية الإصابة باحتباس البول الحاد لدى مرضى تضخم البروستاتا الحميد إلى 53٪.

كيفية التعامل مع كبار السن المُصابين باحتباس البول:
إذا أصيب كبار السن باحتباس البول بسبب تضخم البروستاتا الحميد يمكن خضوعهم إلى القسطرة البولية لتخفيف الضغط بشكل فوري وكامل، ولكنها تؤثر سلبًا بشكل كبير على نوعية الحياة؛ لذا يتم اللجوء إليها كحل مؤقت وليس كعلاج دائم.
طرق العلاج الحالية لتضخم البروستاتا الحميد تشمل العلاج الدوائي، والاستئصال الجراحي المفتوح، واستئصال البروستاتا بالمنظار. ومع ذلك، لا تزال العلاجات محدودة للمرضى المسنين الذين يعانون من أمراض كامنة مثل ضعف القلب والرئة وقلة تحمل العلاج الجراحي والخضوع إلى التخدير الكلي.

الأشعة التداخلية للتخلص من احتباس البول:
العلاج بالأشعة التداخلية من خلال القسطرة الشريانية هو تقنية تداخلية داخل الأوعية الدموية، تم تطويرها مؤخرًا لعلاج تضخم البروستاتا الحميد بدون خضوع المريض إلى التخدير الكلي وذلك لعدم وجود شق جراحي أو غرز.

إن القسطرة الشريانية تتيح حقن حبيبات دقيقة داخل الشرايين التي تغذي البروستاتا المتضخمة؛ مما يؤدي إلى إغلاق تلك الشرايين وتقلص البروستاتا لعدم وصول الأكسجين والمواد الهامة لخلاياها.

بروستاتا
 
تفوق الأشعة التداخلية على الجراحات:
إن الأشعة التداخلية لديها مزايا هائلة كخيار علاجي جديد للمرضى الذين يعانون من تضخم البروستاتا الذين تفشل معهم العلاجات الدوائية، ولا يقدرون تحمل العلاجات الجراحية، ذلك لأن الأشعة التداخلية توفر علاجًا أقل توغلًا.

تفوق الأشعة التداخلية على المناظير:
الأشعة التداخلية تفوقت أيضًا على جراحة استئصال البروستاتا بالمنظار، تلك الجراحة التي يُمكن القيام بها تحت تأثير التخدير الموضعي فقط، ولكن حجم التضخم الكبير وقف حائلًا دون نجاح عملية المنظار حيث تفقد فاعليتها في حالات تضخم البروستاتا المُفرط. 

إن أورام الكبد من أكثر أنواع الأورام انتشارًا وظلت لسنوات طويلة الشبح الأسود للكثيرين. تكمن خطورته في صعوبة التعامل معه جراحيًا لاستئصاله مع الإبقاء على الأجزاء السليمة من الكبد لضمان أداء الكبد لوظائفه بشكل طبيعي. ترجع صعوبة هذا الإجراء الجراحي إلى عدة أسباب ومن أهمها:
- قلة نسبة المرضى المرشحون لإجراء تدخل جراحي إلى 10 - 15٪ فقط من مرضى سرطان الكبد. إن انخفاض تلك النسبة يرجع إلى صعوبة استئصاله لانتشاره وتواجده في مناطق متعددة. أيضًا قد يعود الأمر إلى صعوبة إجراء الاستئصال نظرًا  لحالة الكبد وضعف وظائفه.
- إن العلاج الجراحي لمرضى التليف الكبدي يرفع من معدلات الوفيات؛ حيث يعوق تليف الكبد إجراء هذه الجراحة. 
- في حالات التعامل الجراحي مع أورام الكبد، قد يحدث ارتداد للورم ويتكرر بنسبة من 50 إلى 60٪.
أورام الكبد

نظرًا لتلك الأسباب فإن الأشعة التداخلية تمثل طفرة في علاج أورام الكبد كبديل للعلاج الجراحي ودون أي فتحات جراحية مع الحفاظ على وظائف الكبد، والتمتع بأقل فترة تعافي بدون ألم، مع التخلص النهائي من الورم دون إلى ارتداد مرة أخرى.
أيضًا أصبح يوجد حلولًا متعددةً للتعامل مع الحالات التي لم تناسبهم الجراحة، وهم الشريحة الأكبر من مصابي أورام الكبد ، وذلك من خلال إحدى طرق الأشعة التداخلية التالية:
1- الكي بموجات التردد الحراري.
2- الكي بموجات الميكروويف.
3- الحقن الشرياني بالقسطرة.
4-العلاج بحقن الجسيمات المُشعة.

تقنيات الأشعة التداخلية تقدم الكثير من الإجراءات طفيفة التوغل التي لا تنطوي على إجراء جراحة أو التعرض إلى التخدير الكلي، ويتزايد عدد هذه الإجراءات المتاحة بسرعة رهيبة مع التقدم التكنولوجي.

أصبح الوصول الوريدي طويل المدى (Port-a-cath) الذي توفره الأشعة التداخلية جزءًا لا يتجزأ من رعاية مريض السرطان، وذلك من أجل الوصول إلى الأوعية الدموية على المدى المتوسط والطويل كوسيلة لحقن الأدوية أو لتقديم العلاج الكيميائي أو إعطاء التغذية الوريدية، وكذلك السماح بأخذ عينات الدم المتكررة بدون ألم.
بورت كاث

يعتبر البورت كاث من الأجهزة المساعدة على تناول العلاج الكيميائي، وهو يتمثل في قسطرة متصلة بجهاز صغير جدًا. يتم تركيب البورت كاث تحت توجيه الموجات الصوتية؛ ويهدف لخدمة المريض الذي يحتاج إلى الخضوع لعلاج كيميائي لفترات طويلة. وبذلك يقدم الحماية اللازمة للمريض بتقديم العلاج من خلال وريد كبير من أوردة الجسم، حيث يمنع المريض من التعرض إلى مضاعفات تناول العلاج الكيميائي في الأوردة الفرعية وحدوث تلف لجدار تلك الأوعية، وهي حالة تسمى بالتسمم الوعائي.

إن تفوق الأشعة التداخلية في علاج الطحال النشط عن استئصاله جراحيًا يرجع إلى عدة أسباب. أهمها هو حماية المريض من التعرض إلى الكثير من المخاطر التي ترتبط باستئصال الطحال جراحيًا، وعلى رأس تلك المخاطر إمكانية حدوث نزيف بسبب قلة عدد الصفائح الدموية وإمكانية حدوث تجلط في الوريد البابي. 
أيضًا توجد مخاطر بعد جراحة استئصال الطحال الكامل، والتي قد تصيب المريض بسبب ضعف قدرة الجسم على إنتاج الأجسام المضادة اللازمة لمحاربة الكائنات الدقيقة؛ مما قد يؤدي إلى تعفن الدم.

أما علاج تضخم الطحال من خلال الأشعة التداخلية فهو يشتمل على إحداث تثبيط جزئي لنشاط الطحال وذلك من خلال تحقيق ضمور جزئي عن طريق تقليل تدفق شريان الطحال؛ مما يحافظ على وظيفة الطحال المناعية.

تتميز القسطرة الشريانية لعلاج فرط نشاط الطحال بأنها: 
- إجراء طفيف التوغل ذو مضاعفات أقل، فترتفع عدد الصفائح الدموية وخلايا الدم الحمراء والبيضاء، كما ينخفض ضغط الوريد البابي.
- لا تتطلب الخضوع إلى التخدير الكلي بسبب عدم وجود فتح جراحي.
- يمكن المغادرة بعد ساعات قليلة.
- يحتاج المريض إلى فترة تعافي قصيرة.

الحالب هو جزء من الجهاز البولي وهو الذي يقوم بتمرير البول من الكلى إلى المثانة. قد يحدث انسداد في الحالب بسبب وجود حصوة أو ضيق أو ورم.
التعامل مع انسداد الحالب يهدف إلى تركيب دعامة، أنبوب صغير ومجوف، لتخطي ذلك الضيق؛ وبالتالي السماح بتدفق البول بشكل طبيعي وأيضًا لمنع انسداد مجرى البول مرة أخرى في المستقبل.
إن الأشعة التداخلية أتاحت التعامل مع جميع حالات انسداد الحالب حتى الحالات التي يفشل فيها إجراء جراحة تركيب دعامة للحالب من خلال منظار المسالك البولية، حيث تساهم الأشعة التداخلية في الوصول إلى موضع الانسداد من اتجاه الكلى وصولًا إلى المثانة، باستخدام الموجات الصوتية، كبديل لإجراء منظار الجهاز البولي الذي يحتم خضوع المريض إلى البنج الكلي، على عكس الأشعة التداخلية التي تتيح تركيب الدعامة من خلال الخضوع إلى بنج موضعي فقط.
أيضًا يتميز تركيب الدعامة بالأشعة التداخلية ببساطة الإجراء و عدم شعور المريض بالألم وقدرته على مغادرة المستشفى في خلال عدة ساعات ليستمتع بالعودة لحياته اليومية بعد فترة تعافي قصيرة.

يفشل منظار القنوات المرارية في علاج بعض حالات انسداد القنوات المرارية، وهنا تُقدم الأشعة التداخلية الحل الأمثل وهو الوصول إلى تلك القنوات المرارية من خلال الجلد ومرورًا بالكبد عن طريق توجيه إبر وأدوات دقيقة تحت الأشعة.
تقوم الأشعة التداخلية بالتشخيص الدقيق بالأشعة وذلك لتحديد أسباب انسداد القنوات المرارية وموضع الانسداد. يتم التعامل مع ذلك الانسداد طبقًا للسبب، حيث يتم تركيب الدعامات في حالات ضيق القنوات المرارية كبديل لتركيبها بالمنظار. الدعامة ما هي إلا أنبوبة تسمح بعبور الضيق. يتم ذلك بخضوع المريض إلى بنج كلي بسيط وبدون اللجوء إلى إي فتحات جراحية.

متلازمة احتقان الحوض هي متلازمة تعاني منها الكثير من السيدات وتحدث بسبب وجود دوالي في أوردة الحوض. إن ظهور تلك الدوالي يرجع إلى ضعف صمامات الأوردة؛ مما يتسبب في تراكم الدم وتجمعه داخل الأوردة وبالتالي تمددها.

تعد فترات الحمل من أكثر الأسباب المُسببة لظهور تلك المتلازمة، نتيجة ضغط وزن الجنين على أوردة الحوض، وكذلك نتيجة التغييرات الهرمونية التي تزيد من مستوى هرمون الأستروجين في جسم الحامل؛ مما يضعف جدران الأوردة.

متلازمة احتقان الحوض تكون مصحوبة بعدة أعراض ومن أهمها:
- ألم ثابت في منطقة الحوض، يتزايد باختلاف الأوضاع والأوقات. على سبيل المثال، يتزايد الشعور بالألم في بعض النشاطات الجسدية كركوب الدراجة، ويتزايد الألم طوال اليوم.
- ألم ونزيف أثناء الدورة الشهرية.
- آلام في الظهر والأرداف.

أتاحت الأشعة التداخلية علاج متلازمة الحوض المحتقن والتي لم يكن لها علاج في الماضي، حيث كانت المريضة تعتمد بشكل أساسي على المُسكنات كمحاولة للسيطرة على المرض؛ مما كان يتسبب في الكثير من المشكلات الأخرى نتيجة الاستمرارية على تناول مضادات الالتهاب والمسكنات بصورة شبه يومية.

تعتمد الأشعة التداخلية على استخدام القسطرة للتعامل مع الأوردة المتضخمة وإغلاقها خلال دقائق معدودة، ودون اللجوء إلى تخدير المريضة الكلي أو بقائها لأكثر من عدة ساعات، بالإضافة إلى ميزة مهمة جدًا وهي قصر فترة التعافي والقدرة على القيام بمهامها اليومية في أسرع وقت.

العصارة الصفراوية هي سائل هضمي أصفر يتكون من الكوليستيرول، البليروبين والأملاح الصفراوية. تعد العصارة الصفراوية ضرورية لهضم الدهون؛ لذا يتم إنتاجها في الكبد وتخزينها في المرارة حتى يتم إطلاقها إلى الأمعاء الدقيقة عند الحاجة إليها.
الصفراء الانسدادية هي حالة مرضية نتيجة انسداد مسالك القنوات التي تمر من الكبد إلى المرارة أو الأمعاء الدقيقة؛ وبالتالي يتراكم البليروبين (الصبغة الناتجة عن تكسير خلايا الدم الحمراء) وترتفع نسبة الصفراء في الدم والجلد مُسببةً اصفرار الجلد والعينين. 

تتمثل المُضاعفات الناجمة عن الصفراء الانسدادية بما يلي:
- التهابات القنوات الصفراوية.
- أمراض الكبد.
- التلوث الدموي.

يتم التعامل مع حالات الصفراء الانسدادية بالأشعة التداخلية من خلال نوعين من الإجراءات:
- منظار من خلال فتحة القناة المرارية لإخراج الحصوة في حال وجود حصوات مرارية . أيضًا يستخدم المنظار لتركيب دعامات القنوات المرارية في حالة وجود أورام متسببة في هذا الانسداد.
- تركيب دعامات القنوات المرارية من خلال فتحة بالجلد في حالة عدم إمكانية تطبيق المنظار.

يستطيع المريض المغادرة بعد ساعتين فقط من الإجراء. الأشعة التداخلية تتميز بعدم وجود جروح؛ لذا لا يحتاج المريض إلى فترة نقاهة ولا يشعر بآلام التدخلات الجراحية.

تحتل الأشعة التداخلية  دورًا بارزًا في مرض السرطان، حيث تساعد الأشعة التداخلية في خطوات تشخيص السرطان، ويمتد التدخل الآن ليشمل العلاج طفيف التوغل.

تتعدد نواحي تطبيق الأشعة التداخلية في علاج الأورام، وذلك لأن الأشعة التداخلية تتيح:
1- سحب العينات: سحب جزء من نسيج هذا الورم؛ لكي يتيح تحليل الأنسجة ومعرفة نوع الخلايا المتسببة في هذا الورم؛ وبالتالي المساعدة في التشخيص ووضع خطة العلاج الأنسب.
2- بزل التجمعات: مما يعني التعامل مع السوائل وسحبها، وذلك لتشخيص نوع السائل وكعلاج من خلال المساعدة في تصريفها.

تدخلات الأشعة التداخلية لا تحتاج إلى الخضوع إلى بنج كلي، وذلك لقصر وقت الإجراء وعدم وجود أي شقوق جراحية؛ مما يتيح للمرضى المغادرة إلى منازلهم في خلال ساعات بدون ألم يُذكر.

قد يشاع ويرد إلى الأذهان مفهوم خاطئ حول تأثر القدرة الجنسية بعد علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية. هذا الكلام غير علمي وغير صحيح حيث تتعدد مميزات علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية، ومن أهم تلك المميزات:

- الحفاظ على قوام غدة البروستاتا وبالتالي وظائفها الجنسية.
- القدرة على توجيه القسطرة إلى شرايين البروستاتا دون المساس بالقنوات المنوية أو الأعصاب التي تؤثر على الانتصاب وهذا ما يعيب العمليات الجراحية لعلاج البروستاتا.
- بعد العلاج بالأشعة التداخلية، الاستغناء الكامل عن أدوية البروستاتا التي تسبب ضعف الانتصاب فتتحسن القدرة الجنسية لدى المريض. 
- الأشعة التداخلية تطبق لتفادي العلاج الجراحي الذي يعيبه القذف المرتجع وعدم التحكم في البول.

كما أثبتت من الدراسات والإحصائيات أن من 60 إلى 70 % تمتعوا بتحسن قدرتهم الجنسية بعد علاج تضخم البروستاتا بالأشعة التداخلية.

احجز الآن

أحجز الأن