أخذ العينات وبزل التجمعات

هناك العديد من الأمراض التي تحتاج إلى تدخلات جراحية للتشخيص ولاختيار نوع العلاج المناسب، وقد تنجح بعضها وقد تفشل بعضها نتيجة لتعرض المريض لبعض المضاعفات بعدها، ولكن مع تطور الأبحاث العلمية والتقنيات الطبية بدأ التفكير في حلول أخرى دون تعريض المريض للخطر، ومن هذه الحلول هي استخدام الأشعة التداخلية التي أثبتت كفاءتها ودقتها في تشخيص وعلاج العديد من الأمراض، وأصبحت الأشعة التداخلية لها دوراً هاماً في أخذ العينات من جميع أعضاء الجسم المختلفة، وكذلك بزل تجمعات السوائل الغير طبيعية من كل أجزاء الجسم، ويتم ذلك بدون فتح جراحي أو خضوع المريض للتخدير الكلي، وسوف نتعرف أكثر في هذا المقال على كيفية إتمام هذا الإجراء، وما هي مميزات استخدام الأشعة التداخلية في أخذ العينات وبزل تجمعات السوائل بدلاً من التدخلات الجراحية؟ ، فتابع معنا.

 

يتم أخذ العينة عن طريق إدخال إبرة دقيقة عن طريق الجلد في المنطقة المشتبه بها، ثم يقوم الطبيب بإزالة جزء من النسيج أو عينة من الخلايا من أجل تحليلها في المختبر، يستغرق هذا الإجراء من ٥ ل١٠ دقائق فقط، ويتم تحت تأثير التخدير الموضعي دون أن يشعر المريض بأي ألم، قد تخضع لإجراء الخزعة إذا ظهرت عليك أعراض معينة أو إذا اكتشف طبيبك أمرًا مثيرًا للقلق، وهي تعد واحدة من أهم الخطوات في تحديد التشخيص وطرق العلاج. 

غالبًا ليس من المتوقع حدوث أي مشكلات أو مضاعفات، أحيانًا قد يخضع المريض للمراقبة عدة ساعات، وبعدها يستطيع مغادرة المستشفى، والعودة إلى المنزل في نفس اليوم، وأيضاً يستطيع العودة إلى العمل في اليوم التالي بعد أخذ العينة. 

يتم اللجوء لاستخدام الأشعة التداخلية في أخذ العينة في بعض الحالات مثل :

-التمييز بين الخلايا السرطانية والخلايا غير السرطانية في أنسجة الجسم. 

-التحليل الميكروبيولوجي للأنسجة للمرضى المشتبه في إصابتهم بالعدوى. 

-تشخيص المشكلات في الكبد. 

-الاشتباه بوجود تضخم في الغدة الدرقية أو الرحم أو البروستاتا أو الكلى. 

-حالات تضخم الغدد الليمفاوية حول البنكرياس أو الكبد أو الثدي أو الغدة الدرقية.

- تصريف العصارة الصفراوية في حالة انسداد القناة الصفراوية. 

تظهر النتائج خلال أسبوع إلى أسبوعين، وتكون في شكل تقرير مفصل عن الشكل العام لأنسجة العضو المشتبه به، والخلايا وخصائصها، مثل: عدد الخلايا، شكل الخلايا، وحجم الخلايا، وأيضاً يكون هناك وصف للمناطق الطبيعية في الأنسجة مع وصف النتائج الغير الطبيعية التي ظهرت.

تحل الأشعة التداخلية محل التدخلات الجراحية في تصريف تجمعات السوائل الغير طبيعية على أنسجة الجسم، حيث يقوم الطبيب بإدخال قسطرة دقيقة إلى النسيج المصاب عبر جدار التكيس، ثم يقوم بسحب جميع السوائل المتجمعة، ويتم ذلك مع استخدام الموجات فوق الصوتية لتحديد مكان تجمع السوائل الغير طبيعية بدقة، يستغرق هذا الإجراء من ٣٠ دقيقة لساعة تقريباً، ويستطيع المريض بعدها العودة إلى منزله دون الحاجة إلى البقاء في المستشفى.

 

هناك العديد من الحالات التي تخضع لبزل التجمعات باستخدام الأشعة التداخلية، وتشمل مايلي:

-تصريف الخراجات، وتجمع السوائل في حالات مثل التهاب البنكرياس الحاد أو تكيس الكلى أو حالات ما بعد الجراحة.

-حدوث انفجار المرارة. 

-تجمع السوائل بالمرارة أو القنوات الموصلة بها. 

-الإصابة بالتهاب القنوات المرارية. 

-حدوث العدوى البكتيرية.

-الإصابة بقطع القنوات المرارية أثناء العمليات الجراحية. 

-إزالة الصديد المتجمع قبل التدخل الجراحي.

-تصريف تجمع السوائل قبل تركيب الدعامة في حالات انسداد القنوات المرارية.

-حدوث تسرب العصارة الصفراوية إلى تجويف البطن.

يجب على مرضى القلب والرئتين إبلاغ الطبيب بمرضهم قبل الفحص، وأيضاً يجب على المريض إبلاغ الطبيب إذا كان يتناول أي أدوية تسبب سيولة في الدم أو إذا كان يتناول أي مضادات حيوية، حيث يمكن أن يطلب الطبيب من المريض تغيير الدواء قبل الخضوع لأخذ العينة أو بزل التجمعات بأيام، وليس من المحبذ إجراء الخزعة أو بزل تجمعات السوائل للذين يعانون من اضطرابات في تخثر الدم أو سيولة في الدم، والنساء الحوامل أيضاً. 

يتميز أخذ العينات وبزل التجمعات بدون جراحة عن طريق الأشعة التداخلية بعدة مميزات، ومنها:

 

-تعد الأشعة التداخلية أقل ألماً، أكثر أمانًا، حيث إنها تجنب حدوث مخاطر التدخلات الجراحية مثل: حدوث عدوى أو حدوث نزيف. 

-لا تترك أي علامات على سطح الجلد على عكس التدخلات الجراحية التي تتطلب عمل غرز جراحية. 

-تحتاج لفترة نقاهة قصيرة للغاية مقارنةً بالتدخلات الجراحية الأخرى، حيث يستطيع المريض مغادرة المستشفى في خلال ٢٤ ساعة، والعودة إلى العمل في اليوم التالي. 

-لا تتطلب التخدير الكلي، حيث إنها تتم تحت تأثير التخدير الموضعي، ولذلك فهي تصبح مناسبة للمرضى التي لا تستطيع الخضوع للتخدير الكلي. 

-حققت الأشعة التداخلية نسب نجاح عالية جداً تصل ل٩٠ ٪ في سحب العينات من أغلب مناطق الجسم مقارنةً بالعمليات الجراحية؛ مما أتاح الوصول للتشخيص الدقيق دون الحاجة لعمل جراحات استكشافية أو ما شابه. 

-تعتمد الأشعة التداخلية على استخدام القسطرة الطبية الدقيقة التي تصل للجزء المصاب بطريقة آمنة.

-يستغرق بزل تجمعات السوائل باستخدام الأشعة التداخلية من ٣٠ دقيقة لساعة تقريباً على عكس العمليات الجراحية التي تتطلب وقتاً طويلاً. 

-تلعب الأشعة التداخلية دوراً هاماً في تشخيص بعض الحالات، حيث تفيد اختبارات التصوير بالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي في اكتشاف الكتل أو الأنسجة غير الطبيعية، لكنها لا تستطيع وحدها التمييز بين الأورام الحميدة، والأورام الخبيثة. 

-قبل الخضوع لأخذ العينة أو بزل تجمعات السوائل لا يتطلب من المريض الصيام على عكس التدخلات الجراحية التي تتطلب الصيام الكامل من ٨ل١٢ ساعة قبل هذا الإجراء.

في الحقيقة إن نسبة حدوث أي مضاعفات بعد إجراء أخذ العينة أو بزل التجمعات باستخدام الأشعة التداخلية ضئيلة جداً على عكس التدخلات الجراحية، ولكن قد تحدث أحياناً بعض المضاعفات مثل: وضع الإبرة في مكان خاطئ أو حدوث عدوى أو حدوث تسريب أو شعور المريض بآلام شديدة أو شعور المريض بالدوار أو الدوخة أو ظهور احمرار أو انتفاخ في المنطقة التي تم أخذ العينة منها، ولكن تلك المضاعفات تعتمد على دقة جهاز الموجات فوق الصوتية في تحديد المكان المشتبه به بدقة شديدة، وكذلك من الضروري أيضاً اختيار طبيب ذو خبرة ومهارة مثل الأستاذ الدكتور أسامة حتة، أستاذ الأشعة التداخلية بجامعة عين شمس، حيث يتمتع الأستاذ الدكتور أسامة حتة بخبرة ومهارة في أخذ العينات وبزل التجمعات باستخدام الأشعة التداخلية دون حدوث أي خطأ، ويحرص أيضاً على استخدام الأدوات المناسبة لكل مريض بمفرده مما يمنع فرص حدوث أي عدوى.